روائع مختارة | قطوف إيمانية | أخلاق وآداب | الفتيات والجوال...الفتيات ضحايا أم جناة؟!

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > أخلاق وآداب > الفتيات والجوال...الفتيات ضحايا أم جناة؟!


  الفتيات والجوال...الفتيات ضحايا أم جناة؟!
     عدد مرات المشاهدة: 1987        عدد مرات الإرسال: 0

* وسيلتي للهروب من رقابة أهلي المستمرة.

* أريد أن أكون مثل صديقاتي حتى لا أشعر بالدونية.

* بالجوال يكون لي عالمي الخاص.

* الجوال وسيلة أهلي للاطمئنان علي.

* بالجوال أستطيع التواصل مع صديقاتي، ومعرفة مواعيد الدروس التعليمية.

هذه مبررات سردتها لنا العديد من الفتيات عند سؤالهن عن السبب وراء إقتنائهن الجوال.

فعلى الرغم من سعي العديد من الآباء لكي تحمل فتياتهن الجوال، معتبرين أنه وسيلتهم الوحيدة للإطمئنان عليهن، نجد بعض الفتيات يستخدمن الجوال في الهروب من رقابة الأهل الدائمة.

وهنا يفرض سؤال نفسه هل السن هو العامل الأساسي الذي يقرر من خلاله الأهل موافقتهم على إقتناء فتياتهن الجوال؟ أم العامل الأساسي هو كيفية التنشئة والدراية بتعاليم الدين الإسلامي والوقوف على عيوب هذه التقنية ومميزاتها لتفادي الوقوع في الخطأ؟ وما هى مبررات الفتيات لإقتناء الجوال؟

هذه الأسئلة وغيرها حاولت رسالة المرأة الإجابة عليها من خلال هذا التحقيق.

¤ الفكرة لم تراودني:

تقول عبير.ط 25 عاما: لم تكن فكرة إمتلاك جوال تراودني أبدا، فليس هناك ما هو ضروري لإقتنائي الجوال، ولكني بدأت أفكر في هذا الأمر بشدة حينما وقعت في مشكلة وأنا بالصف الثالث الثانوي، فكنت بحاجة ماسة إلى التحدث بحرية مع إحدى صديقاتي دون أن تعلم والدتي بالمشكلة، لأنها دائما ما تعنفني وتتهمني أنني مهملة ولست جديرة بتحمل المسؤولية، وهذه الفكرة ظلت مسيطرة علي إلى أن دخلت الجامعة، وفور وصولي السنة الثانية قمت بشراء جوال بعد محاولات مريرة لإقناع والدتي بأهمية الجوال بالنسبة لي.

أما سهى.م 22 عاما فتقول: لم يترك لي والداي فرصة التفكير في إقتناء جوال أم لا، ففور تفوقي في الصف الثالث الإعدادي أهداني والدي جوالا حديثا به كل الإمكانيات، في البداية لم أجد أنه ضروري بالنسبة لي وكنت أرفض حمله ولكن مع إصرار والدتي وافقت لأنها تريد الإطمئنان علي، والآن أصبحت لا أستطيع الإستغناء عنه، فبه أتواصل مع كل صديقاتي، وأجد حرية مطلقة في الحديث معهم في أي شيء وفي أي وقت.

وأشارت هيام.ك 13 عاما إلى أنها بذلت كل ما في وسعها لتقتني جوالا ولكن والداها يعارضان ذلك بشدة قائلة: أنا في حاجة ضرورية للجوال، فخط البيت دائما مشغول، فوالدتي تتواصل مع صديقاتها من خلاله وتظل تحكي بالساعات، وأحيانا كثيرة أريد الإتصال بإحدى صديقاتي لتشرح لي بعد النقاط التي لم أستطع فهما في المدرسة، أو تخبرني بميعاد أحد البرامج التعليمية لمتابعتها ولكنها دائما ما تجد صعوبة في الإتصال.

حلم حياتي: هذا ما ورد على لسان رؤى.س 18 عاما عند سؤالها عن متى تريد إقتناء الجوال فرؤى تقول أنها تتمنى إقتناء جوال من فترة، ولكنها لا تستطيع شرائه، فظروف عائلتها المادية لا تسمح، مبررة ذلك بأن الكثير من زميلاتها يحملونه وهم أصغر منها سنا وتشعر بالدونية لعدم قدرتها على شرائه

¤ الجوال كاد يدمر حياتي:

وأكدت صفية.ك على أن إقتناء الجوال لابد أن يكون لضرورة ما، وتحمله من تعلم جيدا بعيوبه ومميزاته حتى تتجنب الوقوع في الخطأ، وتابعت: للأسف الجوال كاد يدمر حياتي، فأنا حصلت على الجوال وعمري 19 عاما، أهداني والدي إياه، وكنت وقتها أشعر بفراغ ووحدة شديدة، وبعد مرور ثلاثة أيام من إستعمالي للجوال، وصلني رسالة غرامية من رقم ما فتجاهلتها، وبعد ذلك إنهالت علي العديد من الرسائل الغرامية، فدفعني الفضول للتعرف على صاحب هذه الرسائل، وإذا بشخص ما أعجبني صوته في البداية ووجدت من حديثه أنه شخص لطيف، وبدأنا الإتصال ببعضنا البعض بالليل بعد خلود عائلتي للنوم، وبعد ذلك قابلته، وإستمرت علاقتنا فترة ليست بقليلة، وعندما طلبت منه الإرتباط قال لي: لا يشرفني الإرتباط بفتاة مثلك، لأنني كما حدثته وخرجت معه سأفعل ذلك مع غيره، وهذا ما جعلني أرفض حمله مرة أخرى، والآن عمري24 عاما ولم أفكر مرة ثانية في حمل جوال رغم إلحاح والداي على حمله.

وأشارت رانيا.ع 21 عاماً إلى أنها حملت جوالا وهى تعلم جيدا عيوبه ومميزاته حتى لا تقع في الخطأ، مؤكدة على أن إصرار بعض الأهل على حمل أبنائهم الجوال في سن مبكرة بدعوى الإطمئنان عليهم ليس صحيحا، لأن من يريد الكذب وإخفاء الحقيقة سيفعل، فمثلا لو أراد الأهل التأكد من أن إبنتهم تذهب إلى المدرسة أو الدرس وتابعوها بالإتصال ليتأكدوا من ذلك لن يستطيعوا التأكد، فالفتاة إذا كانت غير مسؤولة تستطيع الكذب، وإخبارهم أنها بالدرس وهى مع أصدقائها بمكان آخر، وأن العامل الأساسي ليس في وجود سن محدد لإقتناء جوال، ولكن في التنشئة الإجتماعية والدراية بتعاليم الدين الإسلامي، فهما الحصن المنيع لأي فتاه وأسرة.

وفسر بعض خبراء النفس ظاهرة الإقبال المتزايد للفتيات والشباب على إقتناء الجوال، بأنها حالة إنبهار تنبعث من كل إختراع تقني عجيب، لكنها لا تلبث أن تندثر وتتحول من ظاهرة عامة إلى هوس ينتاب بعض الأفراد، في حين إعتبرها البعض الآخر دليلا واضحا على ضعف الشخصية، وعدم المعرفة بمخاطر التغيير السلبي والإنجراف وراء كل ما هو جديد وكذلك التقليد الأعمى.

وأشار الدكتور أحمد العلوان أستاذ علم الإجتماع إلى أن هناك الكثير من الدراسات والمقالات العلمية التي تحذر من أخطار الجوال على الخلايا الدماغية وعلى العصب السمعي وتمنع إستخدامه لفترات طويلة.

¤ دور مهــــم:

وأكد على أهمية دور الأسرة في الحد من هذه الظاهرة، والمتمثل في الرقابة المستمرة من أولياء الأمور لأبنائهم بعلمهم أو دون علمهم بين فترة وأخرى، بعد تعزيز ثقتهم بأنفسهم.

وتابع: على الجميع أن يعوا ويعرفوا أن المشكلة ليست في الهاتف الجوال، ولكن المشكلة تكمن في كيفية إستخدامه، وأن الأمر لا يقتصر فقط على العمر المناسب لإعطاء الأبناء الجوال، بل هناك أشياء مهمة لابد من أخذها بعين الاعتبار مثل متابعة كيفية إستخدامه ومدى حاجتهم الفعلية له وأنه يجب على الآباء عدم إعطاء الجوال لأبنائهم إلا بعد التأكيد عليهم بإستخدامه الإستخدام الصحيح، وتعريفهم بمساوئه وأضراره حتى لا يقعوا في الخطأ.

وبدورها حثت الدكتورة فادية مصطفي -أستاذة جامعية- أولياء الأمور على ضرورة أخذ القضية بشيء من الجدية، ومحاولة وضع الترتيبات اللازمة لمواجهتها، فهي كالشرارة اليوم، قد تحرق دار غيرك، لكنها غدا ستصل إليك، ولن ينجوا منها أحد، وتابعت: أنا أعرف الكثير من الفتيات والعائلات التي تبكي وتذرف الدموع، بسبب ما أصابها من أضرار نفسية جراء هذه الإستخدامات السيئة، وهذه التقنية نحتاجها في مجالات أخرى نظيفة ونزيهة، ونحتاجها كذلك في تطوير مداركنا وقدراتنا.

¤ الابــتزاز:

ونتيجة سوء إستخدام الفتيات للجوال، وعدم وعيهن بالإستخدام الصحيح له، وقعت الكثيرات منهن ضحية لجرائم الإبتزاز، والتي إنتشرت بشكل ملفت للنظر في الفترة الماضية.

وغالبا ما تقع الفتاة للإبتزاز بعد أن ينجع المبتز في تسجيل مكالمات هاتفية لها أجرتها خلسة بعيدا عن أعين الأهل أو تبادل صور عبر البلوتوث.

وفي تصريحات سابقة أكدت د.سهيلة زين العابدين داعية إسلاميّة وناشطة حقوقيّة أنّ السبب وراء إنتشار هذه الجرائم هو عدم توافر الرقابة من قبل الأهل على الأبناء، وغياب الحوار بينهم، فلو كان هناك رقابة وحوار لما وقعت الفتاة فريسة في أيدي الشباب، ولما أقامت علاقة غير شرعيّة معهم لأنّها ستكون قد تلقّت النصيحة والإرشاد من والديها.

ووجّهت د. سهيلة نصيحة إلى كلّ فتاة وقعت ضحيّة الإبتزاز بضرورة مصارحة أولياء أمرها وفتح جسور الحوار بينها وبينهم حتّى ولو كانت مغلقة، وأكّدت أنّ على الآباء تفهّم المشكلة ومساعدة بناتهنّ على الخروج منها وعدم اللجوء إلى تعنيفهنّ، لأنّ ذلك قد يدفعهنّ إلى الوقوع في خطأ أكبر

الكاتب: رشا عرفة.

المصدر: موقع رسالة المرأة.